1 شباط 2020: لا ثقة، لن ندفع الثمن
في 1 شباط 2020، وبعد نحو أسبوع من إعلان تشكيل حكومة حسان دياب (21 كانون الثاني)، واستباقاً لجلسة منح الثقة، شهد لبنان احتجاجات رافضة للحكومة في عدة مناطق. ونظمت مسيرة "لا ثقة، لن ندفع الثمن" في بيروت، انطلقت من ثلاثة مسارات، مصرف لبنان في الحمرا وساحة ساسين في الأشرفية والاتحاد العمالي العام في كورنيش النهر، وصولاً إلى مجلس النواب ومروراً بجمعية المصارف.
10 كانون الأول 2019: اعتداء على المتظاهرين في بيروت والمينا وطرابلس
في 10 كانون الأول 2019، اعتدى حرس مجلس النواب، على محتجات/ين في فردان أثناء مرورهم بمسيرة سيّارات انطلقت من الرينغ. تمّ الاعتداء عليهم من قبل عناصر أمنية وحرس المجلس، إضافةً إلى شبيحة بلباس مدنيّ. استخدموا العصي لتكسير السيارات، وقاموا بسحب محتجات/ين من سياراتهم والتعرّض لهم بالضرب، ما أدّى إلى سقوط العديد من الإصابات. قبل الوصول إلى فردان، كان المحتجات/ون يقومون بجولة على منازل السياسيين لرمي النفايات أمامها: نجيب ميقاتي، محمد الصفدي، فؤاد السنيورة وغازي العريضي. بعد الاعتداء، أقفلت الطرقات في صيدا اعتراضاً على عنف حرس المجلس. أمّا في طرابلس، وبعد تهاوي سقف منزل في المينا ومقتل الأخوين راما وعبد الرحمن كاخية، خرج محتجات/ون للمطالبة باستقالة رئيس بلدية المينا عبد القادر علم الدين. تمّ الاحتجاج أمام مبنى البلدية واقتحامه قام خلاله الجيش اللبناني بالاعتداء على المحتجات/ين. إضافة إلى الاعتصام أمام منزل رئيس البلدية للمطالبة برحيله.
11 شباط 2020: احتجاجات جلسة منح الثقة
في 11 شباط 2020، عقد مجلس النواب جلسة منح الثقة لحكومة حسان دياب، وسط رفض شعبي. وبهدف منع انعقادها، أغلق محتجات/ون جميع الطرقات المؤدية إلى مجلس النواب. في المقابل، اعتدت القوى الأمنية والجيش عليهم لمنعهم من تسكير الطرقات، مستخدمة خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع والضرب المباشر، وتحديداً عند اعتراضهم موكب الوزير دميانوس قطار في زقاق البلاط، وموكب أحد النواب. وتكرر المشهد في القنطاري أيضاً. وقد تمكن 84 نائباً (من أصل 128) من حضور الجلسة، ومنح 63 منهم الثقة لحكومة دياب. واعتدى شبيحة حركة أمل على المحتجات/ين في زقاق البلاط، بإستخدام الحجارة والرصاص الحي. وتمكن المحتجات/ون من إزالة الجدار الإسمنتي بالقرب من جريدة النهار. وأحرقوا في وقت لاحق مكاتب بنك لبنان والمهجر في وسط بيروت. وفي مينا الحصن، اعترض المحتجات/ون سيارة النائب سليم سعادة برمي الحجارة، ما أدى إلى إصابته وتضرر السيارة. وفي حصيلة اليوم، اعتقل 7 محتجات/ين نقلوا إلى ثكنة الحلو، وقد أفرج عنهم في اليوم نفسه، باستثناء واحد، أطلق سراحه في اليوم التالي. ووفق الصليب الأحمر، نقلت الفرق الإسعافية 45 جريحاً إلى المستشفيات، وعالجت 328 مصاباً في المكان. وفي اليوم التالي، أوقفت مخابرات الجيش 10 محتجين من صيدا، لمشاركتهم في الاحتجاجات أمام مجلس النواب.
12 تشرين الثاني 2019: غضب من مقابلة ميشال عون
في 12 تشرين الثاني 2019، أجرى رئيس الجمهورية ميشال عون مقابلة تلفزيونية مع الصحافيين سامي كليب ونقولا ناصيف، اعتبر فيها أنه منفصل عن السلطة السياسية الحاكمة في البلاد وانتقد شعار "كلن يعني كلن". كما اتهم التحركات والإضرابات وقطع الطرقات بـ"القضاء على البلد"، ومن ثم قال لمن لا يعجبهم الوضع بأن "يروحوا يهاجروا". عند انتهاء المقابلة، شهدت معظم المناطق اللبنانية غضباً شعبياً، فأقفل محتجات/ون الطرقات في حلبا، صيدا، جل الديب، كفررمان، بعلبك، الزلقا، نهر الكلب، الفاكهة والرينغ والمدينة الرياضية في بيروت، وطالبوا عون بالاستقالة فوراً.
14 كانون الثاني 2020: ليلة المصارف في الحمرا
في 14 كانون الثاني 2020، انطلقت مسيرة من الرينغ باتجاه مصرف لبنان في الحمرا. هتافات ضد حاكم المصرف رياض سلامة والسلطة السياسية، ثمّ قطع للطريق ثمّ تجاوز بعض المحتجات/ين الشريط الشائك ودخلوا إلى باحة المصرف. تحوّلت هذه الليلة إلى "ليلة المصارف" في الحمرا. أطلقت القوى الأمنية وعناصر مكافحة الشغب العنان لقمعها وقنابلها المسيّلة. فأطلق المحتجات/ون غضبهم على البنوك في شارع الحمرا. ليلة من الغضب العارم، تمّ خلالها تكسير كاميرات المراقبة الخاصة بالبنوك، الواجهات والصرافات الآلية. توسّع الغضب وطال بعض مكنات "البراكميتر" في الشارع. حاول المحتجات/ون مواجهة عنف القوى الأمنية، فانتهت الليلة باعتقال نحو 58 شخصاً ونقل 20 إصابة إلى المستشفيات، عدا عن الإصابات بضيق التنفّس والاختناق. بعد انتهاء المواجهات، تحوّل المحتجات/ون إلى مخفر الرملة البيضا ومخفر الجميزة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلات/ين. وتوجّهت مجموعات أخرى للاحتجاج في الرينغ وإضرام النار في مدخل جمعية المصارف في الجميزة. وفي الليلة نفسها، أطلق سراح البعض، لكن أغلبية المعتقلات/ين نقلت إلى ثكنة الحلو.
15 كانون الثاني 2020: ثكنة الحلو
بعد ليلة غاضبة في الحمرا سُميّت بـ"ليلة المصارف"، تمّ خلالها اعتقال نحو 51 شخصاً، تجمّع محتجات/ون يوم 15 كانون الثاني 2020 أمام ثكنة الحلو للمطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين. حاولت العناصر الأمنية منعهم من حقّهم القانوني بالاعتصام وتسكير الطريق، فقامت بالاعتداء عليهم واعتقال 61 شخصاً من بينهم 3 قاصرين ووالد أحد المعتقلين من اليوم السابق. حاول المحتجات/ون في هذا اليوم أيضاً، قطع طريق كورنيش المزرعة، القريب من الثكنة، لكن العناصر الأمنية اعتدت عليهم ولاحقتهم في الشوارع وألقت القنابل المسيلة للدموع بين الأحياء والشوارع السكنية. صوّرت الكاميرات، عنف القوى الأمنية وسحلها لأحد المحتجين أمام الثكنة، عبر سحبه أرضاً واعتقاله. كما قامت هذه العناصر، بالاعتداء بالضرب على مصوّر وكالة رويترز عصام عبد الله، وكذلك على المصوّر حسين بيضون. خلال هذا القمع الأمني، نقل الصليب الأحمر 35 إصابة (اختناق ورضوض) إلى المستشفيات، وتمّ إسعاف 10 إصابات في المكان. في هذه الليلة، في شارع مار الياس المُجاور لثكنة الحلو، قامت مجموعة من المحتجات/ين بتكسير واجهة بنك عودة. وقام محتجات/ون بتسكير الطرقات في صيدا احتجاجاً على العنف في بيروت. كما قام محتجات/ون بالاعتصام عند دوّار كفررمان احتجاجاً على اعتقال بشير أبو زيد أمام الثكنة.
17 تشرين الأول 2019: بدء الموجة الاحتجاجية
في 17 تشرين الأول 2019، عمّت الاحتجاجات مختلف المناطق اللبنانية، بعد اقتراح فرض ضرائب على خدمة "الواتسآب"، البنزين والتبغ. نزل المحتجات/ون بأعداد كبيرة إلى الساحات في بيروت، بعلبك، النبطية، طرابلس، كفررمان، صيدا، عاليه وبيت الدين… في طرابلس، تمّت إزالة صور السياسيين المرفوعة في الأماكن العامّة، كما تمّ إحراق صور كلّ من رئيس الجمهورية ميشال عون والوزير السابق جبران باسيل. أمّا في النبطية، فتوجّه المحتجات/ون إلى منزل النائب ياسين جابر، وإلى مكاتب كلّ من النائبين هاني قبيسي ومحمد رعد ونزعوا اللافتات التي تحمل أسمائهم في محاولة للتعبير عن غضبهم واعتراضهم. في نفس الليلة، جرت محاولة اقتحام مبنى سراي النبطية بينما احتشد المحتجات/ون في بنت جبيل أمام مبنى السراي البلدي. كما تمّ نصب الخيم في كفررمان والجيّة. تمّت مواجهة المحتجات/ين بالعنف والقمع في أكثر من منطقة. في بحمدون مثلاً، حاول عنصر من الجيش اللبناني دهس من حاولوا قطع الطريق. أمّا في بيروت، فقام المحتجات/ون باعتراض موكب لوزير التربية أكرم شهيب، فاعتدى عليهم الحراس وأطلقوا الرصاص.
19 تشرين الثاني 2019: جلسة العفو العام
دُعي مجلس النواب للانعقاد في 19 تشرين الثاني 2019 لإقرار قانون العفو العام الشامل، الذي يعفي بطريقة غير مباشرة عن كثير من الجرائم والمخالفات والجنح، منها: جرائم العسكر والقوى الأمنية، جرائم التهرب الضريبي والجرائم البيئية… أثارت الجلسة غضب الناس وانتشرت دعوات عديدة للإضراب العام والاعتصام أمام مجلس النواب. ومنذ الصباح أُقفلت الطرقات المؤدية إلى مجلس النواب، منها: باب إدريس، الأوتوستراد البحري، زقاق البلاط، مينا الحصن وساحة رياض الصلح. وخلال محاولة موكب النائب علي حسن خليل الوصول إلى المجلس، دهس محتجات/ين في باب إدريس وأطلق الحرس النار في الهواء. كما اعتدى مرافقو أحد المواكب على محتجات/ين في زقاق البلاط. واعتدت القوى الأمنية على محتجات/ين في ساحة رياض الصلح،وكانت حصيلة هذه الإعتداءات 17 جريح/ة. لكن هذا القمع لم يسهل وصول النواب إلى البرلمان، فسقطت الجلسة.
20 تشرين الأول 2019: إضاءة شموع لذكرى إبراهيم يونس وإبراهيم الحسن
في 20 تشرين الأول 2019، توسّعت الاحتجاجات لتشمل الكثير من المناطق، وانضمّ اللبنانيات/ون في الخارج إلى الاحتجاج عبر تنظيم تحرّكات في بلدان الإغتراب. في هذا اليوم، تمّ إضاءة الشموع تحيّةً لروح العاملين من الجنسية السورية: إبراهيم يونس وإبراهيم الحسن. كان الأخيرين قد قضيا، في ليلة 17 تشرين الأول اختناقاً بعد قيام المحتجات/ين بإضرام النار ببعض المباني الفارغة في وسط بيروت. لم يكن أي أحد يتوقّع احتماليّة وجود أشخاص نيام داخل هذه المباني الفارغة والمهجورة في وسط بيروت. بعد الحادثة، تمّ تحميل الدولة اللبنانية كامل المسؤولية، وذلك لاستغلالها العمال وتحديداً الأجانب منهم. لا أجور أو رعاية تسمح لهم بتأمين ظروف عيش آمنة، ولا إجراءات حماية في حال اندلاع الحرائق. ومن الجدير بالذكر، أنّ اللاجئات/ين الفلسطينيات/يين احتفلوا بسقوط وزير العمل اللبناني كميل بو سليمان، الذي كان قد أصدر قراراً بمنعهم من حقّهم في العمل.
21 تشرين الأول 2019: أول يوم في الإضراب العام
في 21 تشرين الأول 2019، دعي إلى الإضراب العام، الذي بدأ بقطع الطرقات الأساسية والفرعية فجراً، وإغلاق المحلات التجارية أبوابها (كان التزام المحلات في محافظة بعلبك الهرمل واسعاً). قطع المحتجات/ون الطريق الدولية التي تربط بين بيروت ومناطق الكحالة، عاليه، بحمدون وصوفر… واستخدم الجيش القوة لفتحها في العديد من المناطق. في طرابلس، تمّ اقتلاع أجهزة "الباركميتر". لم يخلُ هذا اليوم من اعتداءات شبيحة حركة أمل على المحتجات/ين في بنت جبيل والطيونة. أمّا في بيروت، فتجمّع المحتجات/ون أمام مصرف لبنان في الحمرا وامتلأت الساحات، وكان لشبيحة حزب الله وحركة أمل محاولة للتسلّل إلى ساحة الشهداء بهدف الإعتداء على الموجودين.
21 كانون الثاني 2020: إعلان حكومة حسان دياب
في 21 كانون الثاني 2020، تمّ الإعلان عن حكومة حسان دياب الجديدة، وسط أسوأ أزمة اقتصادية وسياسية يمرّ بها لبنان منذ عقود. في ليلة الإعلان عن حكومة العشرين وزيراً، قام محتجات/ون بإصدار بوسترات تتضمّن امتلاك بعض الوزراء أسهماً في البنوك اللبنانية، والارتباط الوثيق لبعضهم الآخر بأحزاب سياسية وأنظمة قمعيّة، كالنظام السوري على سبيل المثال. عمّت الاحتجاجات مختلف المناطق اللبنانية، وتمّ قطع كثير من الطرقات، منها: ذوق مصبح، ساحة إيليا وطريق بوابة الفوقا في صيدا، جبيل، تعلبايا، المنية، عاليه، إضافة إلى طريق المدينة الرياضية وكركول الدروز في بيروت. في بعلبك وصيدا (تحديداً ساحة إيليا)، خرج محتجات/ون بهتافات ولافتات ضدّ تشكيل هذه الحكومة. أمّا في طرابلس فقد تمّ تحطيم واجهات ثلاثة بنوك (سيدرس، البحر المتوسط وبنك الاعتماد الوطني). في هذا الوقت كانت التحرّكات الاحتجاجية في بيروت، أمام مجلس النواب. حاول المحتجات/ون تجاوز الحاجز الحديدي، واستخدموا الليزر والهتافات للاعتراض على الحكومة. وكالعادة، واجهتهم القوى الأمنية بخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيّل ومادة خطرة (الأسيد حسب أحد المحتجين). سقط جرحى واستمرّت المواجهات في محيط ساحة النجمة إلى ساعة متأخّرة من الليل.
22 كانون الأول 2019: تسمية حسان دياب
في 19 كانون الأول 2019، أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون عن تكليف الوزير السابق حسان دياب (كان وزيراً للتربية والتعليم في حكومة نجيب ميقاتي في العام 2011) بتشكيل الحكومة الجديدة. حصل دياب على 69 صوتاً في الاستشارات النيابية، وكان من أبرز الأحزاب السياسية التي صوّتت له: حزب الله، حركة أمل والتيار الوطني الحرّ. بعد أيّام من هذا التكليف، تحديداً الأحد 22 كانون الأول، خرجت الاحتجاجات إلى الشارع. تمّت الدعوة إلى الاعتصام في بيروت. ضيّق الجيش، عند حاجز المدفون، على محتجات/ين من طرابلس قادمين للاعتصام في وسط بيروت. أمّا في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، فتجمّع عدد من المحتجات/ين رافعين هتافات مُعترضة على تكليف دياب تأليف الحكومة، مطالبين بسقوط النظام بكلّ أحزابه "كلن يعني كلن".
25 تشرين الأول 2019: حزب الله يعتدي في رياض الصلح
في اليوم التاسع لبدء احتجاجات 17 تشرين، سجّل شبيحة حزب الله سلسلة من الاعتداءات على المحتجات/ين في أكثر من منطقة، كان أبرزها: إطلاق نار في الفاكهة (محافظة بعلبك الهرمل)، هجوم على ساحة رياض الصلح واعتداء وتكسير للخيم عند جسر الرينغ في بيروت. كان الهجوم الأكثر استعراضاً من حصّة ساحة رياض الصلح، بعد محاولة شبيحة حزب الله الدخول إليها لبثّ خطاب حسن نصر الله. حاولت القوى الأمنية الفصل بين الشبيحة والمحتجات/ين، خلال وبعد، التعرّض لهم بالضرب بالعصي والحجارة. وبحسب الصليب الأحمر اللبناني، تمّ نقل جريح إلى المستشفى.
27 تشرين الثاني 2019: مسيرة الأمهات
في 27 تشرين الثاني 2019، نظمت مسيرة لأمهات عين الرمانة والشياح، بعنوان "انتهت الحرب الأهلية"، على إثر إشكال وقع مساء 26 تشرين الثاني في المنطقة بين شبيحة حزبي القوات اللبنانية والكتائب من جهة وشبيحة حزب الله وحركة أمل من جهة أخرى. بدأ التجمع عصراً في عين الرمانة، حيث تبادلت الأمهات الورود البيضاء ورفعن شعارات عدة أبرزها: "ما أغلى من الولد إلا توحيد البلد"، "لا للعنف لا للطائفية لا للحرب الأهلية" و"بدن يحولوها طائفية بدنا نخليها مدنية". انطلقت المسيرة على وقع الزغاريد والهتافات إلى الشياح، حيث استقبلت بالورود والأرز من شرفات المنازل. وتضامناً مع أمهات عين الرمانة والشياح ورفضاً للعنف، نظمت في جل الديب وطرابلس مسيرتين مماثلتين.
27 كانون الثاني 2020: جلسة إقرار الموازنة في مجلس النواب
في 27 كانون الثاني 2020، انعقد مجلس النواب لمناقشة قانون الموازنة، بحضور حكومة حسان دياب. مع العلم، أنّ مسودة الموازنة الأولى، وضعتها حكومة سعد الحريري المستقيلة في 29 تشرين الأول 2019. تمّت الدعوة إلى الاعتصام أمام مجلس النواب، لمنع "مهزلة جلسة إقرار قانون الموازنة من الانعقاد"، وأعلن بعض المحتجات/ين من طرابلس انضمامهم إلى التحرّك الاحتجاجي أمام مجلس النواب. وصل النوّاب إلى المجلس على وقع هتافات المحتجات/ين الذين اعتصموا عند كل مداخل المجلس، وحاولوا إزالة الشريط الشائك عند فندق "لو غراي". اعتدت عناصر مكافحة الشغب والجيش على المحتجات/ين، كما تعرّض النائب سليم عون (التيار الوطني الحر) لإحدى المحتجات بعد محاولة منع موكبه من الوصول إلى المجلس. وبعد سلسلة اعتداءات، تمّ اعتقال نحو 11 شخصاً من محيط مجلس النواب، وبحسب معلومات الصليب الأحمر اللبناني تمّ نقل 8 جرحى إلى المستشفيات وإسعاف 19 مصاباً في المكان. في نهاية اليوم، تمّ التصويت على مشروع الموازنة في جلسة مغلقة، بغالبية 49 نائباً من الأحزاب التالية: التيار الوطني الحر، حزب الله، حركة أمل، الحزب السوري القومي الاجتماعي إضافة إلى النائبين نقولا نحاس (كتلة نجيب ميقاتي) وعدنان طرابلسي (الأحباش).
27 نيسان 2020: اثنين الغضب في طرابلس
في 27 نيسان 2020، ومع استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار، دعي إلى تحرك بعنوان "اثنين الغضب" في طرابلس و"ثورة الجياع" في كل مناطق لبنان. وعلى اثرها تم تسكير عدد من الطرقات وشهدت البلاد تظاهرات واحتجاجات أمام مصرف لبنان في الحمرا وصيدا، وفي ساحة الشهداء وأمام منزل سعد الحريري في بيروت، بالإضافة إلى مسيرات في العين والنبطية وبر الياس. أما في طرابلس، فقام محتجات/ون بتكسير وتحطيم فروع البنوك الموجودة في شارع المصارف، وحرق آلية تابعة للجيش. قوبل هذا الفعل بهجوم عنيف من القوى الأمنية والجيش واستعمال قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي، ما أدى إلى إصابة 47 محتجاً من ضمنهم فواز السمان البالغ من العمر 26 عاماً برصاصة حية استقرت في فخده، أدت إلى دخوله في غيبوبة واستشهاده فجر اليوم التالي تاركاً خلفه زوجته وطفلته الوحيدة. كما اعتقل الجيش والقوى الأمنية 9 آخرين من المحتجات/ين.
28 نيسان 2020: تشييع فواز السمان
في 28 نيسان 2020، وعلى إثر استشهاد فواز السمان (27 نيسان) في طرابلس برصاص الجيش، وجهت دعوات للنزول إلى الشارع في جميع المناطق، حيث قام محتجات/ون بإضاءة الشموع في الهرمل وحاصبيا وبعقلين. كما قاموا بتحطيم واجهات بعض المصارف ورميها بالمولوتوف في النبطية وصيدا وبيروت وفرن الشباك. وفي اليوم نفسه، اعتدى الجيش والقوى الأمنية على محتجات/ين في الناعمة وصيدا وبيروت، كما حاول شبيحة حركة أمل الاعتداء عليهم في الرينغ. وبعد انتهاء تشييع السمان، الذي شهد مشاركة محتجات/ين من مختلف المناطق، حطم محتجات/ون عدداً من المصارف وأحرق بعضها الآخر. وفي محاولته لإنهاء التحرك، ألقى الجيش القنابل المسيلة للدموع واستعمل الرصاص الحي والمطاطي، ودهس سيارة مدنية بدبابة ما أدى إلى إصابة 36 محتجاً، وقام بعدد من المداهمات واعتقل عدداً من المحتجات/ين بسبب مشاركتهم في احتجاجات ليلة 27 نيسان.
29 تشرين الأول 2019: استقالة حكومة الحريري وتشبيح في بيروت
بعد 13 يوماً من بدء الاحتجاجات، أعلن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري استقالة حكومته. قبل ساعات من ذلك، اعتدى شبيحة حزب الله وحركة أمل على المحتجات/ين عند جسر الرينغ. استكمل الشبيحة اعتداءاتهم وقمعهم من الرينغ إلى وسط بيروت. هناك تمّ الهجوم على المحتجات/ين الموجودين في ساحتي رياض الصلح والشهداء وموقف اللعازارية. كسّروا الخيم واعتدوا على المحتجات/ين لفظيّاً وجسديّاً. عند جسر الرينغ، وقفت القوى الأمنية متفرّجة من دون أي محاولة لوقف الاعتداء من قبل الشبيحة. أمّا في رياض الصلح، فتمّت الاستعانة بالقنابل المسيّلة للدموع لتفريق الشبيحة والمحتجات/ين. وما بين الرينغ ووسط بيروت، نقل الصليب الأحمر اللبناني 11 جريحاً إلى المستشفيات. بعد انسحاب الشبيحة، تمّ تنظيف الساحات وإعادة نصب الخيم للإحتفال باستقالة الحريري وحكومته.
3 كانون الأول 2019: احتمال تكليف سمير الخطيب
في 3 كانون الأول 2019، سرت أخبار غير رسميّة عن احتمال تكليف سمير الخطيب، المدير العام ونائب الرئيس التنفيذي في شركة "خطيب وعلمي"، تأليف الحكومة. تحرّكت مجموعات من المحتجات/ين للاعتصام أمام منزله في الأونيسكو، ليتبيّن في وقت لاحق أن البيت يعود إلى زوجته الأولى. وبعد الاستدلال على عنوان بيته، انطلقت مسيرة من الحمرا إلى منزله في المنارة تحت شعار "يا بيروت قومي قومي بدنا نغيّر الحكومة". وبعد الانتهاء من الاعتصام في المنارة، توجّه محتجات/ون إلى الرينغ. وعند تسكير الجسر، اعتدت القوى الأمنية على المحتجات/ين وأطلقوا قنابل الغاز. في هذا اليوم، أغلق محتجات/ون طريق تعلبايا وتمّ اعتقال 6 محتجين في سعدنايل، كما جرى اعتصام في ساحة إيليا في صيدا وجرت دعوات للتظاهر في أنطلياس.
4 تشرين الثاني 2019: الإضراب العام الثاني
في 4 تشرين الثاني 2019، أعلن محتجات/ون في مختلف المناطق الإضراب العام الثاني منذ 17 تشرين الأول، احتجاجاً على محاولة أحزاب السلطة تشكيل حكومة مشابهة تماماً لحكومة سعد الحريري التي أُسقطت في 29 تشرين الأول 2019. وقطع محتجات/ون طرقات عديدة في العاصمة بيروت، منها: الحمرا، بليس، عين المريسة، الصيفي، والجميزة حيث اعتدت القوى الأمنية فيها على محتجات/ين واعتقلت عدداً منهم. كما اعتدت القوى الأمنية على محتجات/ين أغلقوا جسر الرينغ. أما في صيدا، فأقفل محتجات/ون عدداً من المؤسسات العامة، منها مؤسسة كهرباء لبنان، والمحلات التجارية في سوق صيدا التجاري والمصارف. وفي بقعاتا، أقفل محتجات/ون المحال التجارية في السوق. وكان للطالبات والطلاب دوراً أساسياً في هذا اليوم، حيث اعتصموا في عدد من المناطق، منها الهرمل وبر الياس والمرج وحلبا وصيدا. وشهدت طرابلس اعتصاماً أمام بنك عودة، ومساءً نُظمت مسيرة انطلقت من ساحة النور باتجاه المينا.
8 آب 2020: تشييع شعبي لضحايا جريمة مرفأ بيروت
في 8 آب 2020، وبعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب، الذي أدى إلى مقتل نحو 220 ضحية وآلاف الجرحى ودمار هائل في العاصمة، نظمت مسيرة من أمام شركة الكهرباء في مار مخايل إلى ساحة الشهداء في بيروت بعنوان "العدالة للضحايا الانتقام من النظام - تشييع شعبي"، شارك فيها الآلاف. وبعد وصول المسيرة إلى ساحة الشهداء ومحيط مجلس النواب، حيث تجمع الآلاف، حاول محتجات/ون تحطيم الجدار حول مدخل ساحة النجمة، واقتحم آخرون وزارة الاقتصاد في اللعازارية. الغضب الشعبي قابله الجيش والقوى الأمنية بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي والحجارة، بالإضافة إلى ظهور شبيحة بلباس مدني أطلقوا الرصاص الحي والكريات المعدنية (الخردق) من جهة مجلس النواب، وقيل إنهم عناصر من حرس المجلس. وكانت حصيلة هذا القمع اعتقال 20 محتجاً على الأقل و250 جريحاً، تعرض بعضهم لإصابات خطيرة ومباشرة في الوجه والصدر والعيون. وفي اليوم نفسه قبل انطلاق المسيرة، طُرد محافظ بيروت مروان عبود في مار مخايل. ومساءً، أزيلت صورة ميشال عون في بدارو واقتحم عدد من المحتجات/ين مبنى وزارة الطاقة في كورنيش النهر وجمعية المصارف في الجميزة.