في 19 أيلول 2023، تمكن الجناح الاستقصائي في «أخبار الساحة» من الحصول على نسخة من رسالة وجهتها الشمس، في 6 أيلول 2023، إلى الجيش اللبناني، باسم قائده، بشأن «الضغوط الكبيرة التي يتسبب بها النازحون السوريون» على أشعتها.
وبعد تأكدنا من صحة هذه الوثيقة، كما تدربنا في واحدة من ورش العمل، ارتأينا نشرها كاملة لما في ذلك، أولاً، من فائدة معرفية للبنانيين/ات وسائر سكان هذه البلاد. وثانياً، لتقديم هذه الرسالة تفسيراً منطقياً لمصادرة الجيش لألواح الطاقة الشمسية من مخيمات اللاجئين/ات السوريين/ات. وقد تبيّن لنا أن الأسباب بعيدة كل البعد عن العنصرية والتعسف.
العزيز جوزيف،
عطفاً على نقاشنا، في لقائنا الأخير قبل أشهر، حول الضغوط الكبيرة التي يتسبب بها النازحون السوريون على أشعتي، أود أن أؤكد لكم مجدداً أن طاقتي شارفت على النفاذ، وبنيتي التحتية – كما عندكم – تهالكت تماماً. موجة الحر الأخيرة التي شعرتم بها، ومن دون ازعاجكم بتفاصيلها التقنية، لم تنفع في استعادة التوازن كما أملتُ، وإن كانت ستؤخر الانهيار التام قليلاً. لا أكشف سراً إذا قلت لكم أنني لا أستطيع اعتماد هذه الطريقة إلى الأبد، وإلا ستموتون.
لا أريد أن أزيد الضغوط عليكم، يكفيكم ذاك السئيل جبران باسيل. كما أنني أتفهم حساسية المسألة وتعقيداتها. وأعرف أنكم حاولتم بصدق في الأشهر الماضية، لكن لا يكفي. لا يمكن أن يستمر استغلال النازحين السوريين لي بهذا الشكل. هذه سرقة ونهب. لست مصرفاً. لا تدعهم يخدعونكم – انت كبير القدر- بالحاجة وحقوق الإنسان، التي أعلم تماماً مكانتها في قلبكم وعقلكم وضعفكم الشخصي تجاهها.
مون جنرال،
أتمنى عليكم، مستعينة بما بيننا من عِشرة ومودة، اتخاذ الإجراءات اللازمة والفورية لإزالة ما تسمونه ألواح الطاقة الشمسية من مخيمات النازحين، وإلا سيخترب بيتنا جميعاً. ليس هدفي هنا التهويل عليكم، لا سمح الله، ومن أنا لأفعل ذلك؟ تخيّلوا فقط أن أجيالاً لاحقة ستقرأ “باب الشمس” ولن تعرف ما هي الشمس. سيعتقدون أنني مغارة أو امرأة تموت مثلاً، أتقبلون؟
أخيراً، يا عزيزي، لا تنسوا أنني عشت في هذا العالم طويلاً ورأيت كثيراً. وأعرف أن الخطر على الوجود، وجودكم كما وجودي، قد يبدأ من شيء تافه وبسيط، مثل لوح أزرق. وبغفلة منا، يكبر. ثم يكبر ويكبر.
مستقبل الجنس البشري بين يديكم.
بانتظار ردكم،
محبتي وتقديري لكم ولشعب لبنان العظيم
الشمس
6 أيلول 2023