بيان صادر عن المجموعة المنظمة للاعتصام التضامني مع المناضلات في #إيران، في 2 تشرين الأول 2022 في المتحف – بيروت، بشأن احتلال المساحات السياسية للنساء، عبر إصرار أحد رجال الدين على المشاركة في الاعتصام وطرده، واعتداء صحافيين/ مصورين على بعض المشاركات.
تظاهرنا في بيروت نهار الأحد الفائت، بشعارات داعمة للنساء* في إيران، ضد القمع والقهر والقتل والترهيب الحاصل، وضد نظام الملالي وسياساته وسلطته. لكن بعض الإعلام اختار وبتأنٍ ووعي، ألّا يرى، بين عشرات النساء* المجتمعات أمام المتحف، سوى رجل بذقنٍ وعمامة وامتيازات، يُطرد من المظاهرة. كما تم التعدي على بعض المشاركات من قبل رجال صحفيين ومصوّرين.
ما حصل هو أن رجل دين، معارض للنظام في إيران، أصرّ على الانضمام للوقفة، وبعد أن رفضت العديد من النساء* وجوده وبشكل مباشر وواضح، رفض أن يغادر. كما رفض دعوة إحدى المشاركات ليحمل إحدى اليافطات التي تتبنّى شعاراً من شعارات الوقفة، وفضّل أن يسكّتنا ليستطيع التحدّث هو للإعلام. وهو أمر تتميّز به المقاربة الأبوية، بحيث يفرض الرجل ما يريد حتى لو من هنّ معنيّات بالموضوع رفضنه.
إن موقفنا منه هو لأنّه رجل دين، أي جزء من المؤسسة الدينية القامعة، والتي تمثّل سلطة تتحكّم بحيوات النساء* في لبنان والمنطقة. ففي لبنان، ما زلنا نعاني يومياً من قمع المؤسسات الدينية، وبالتالي فإن تضامننا مع نساء* إيران هو للتشديد على ربط النضالات ببعضها البعض، وعلى تشابه السياقات التي تحتلّ فيها المؤسسة الدينية دوراً أساسياً في إنتاج القمع والتطبيع معه.
من جهة أخرى، تمّ التعدّي على بعض النساء اللواتي كنّ يحاولن تنظيم الوقفة، من قِبَل عدد من المصوّرين، عندما وقفت هؤلاء النساء بين الكاميرات وبين الشيخ، دون لمسها، فتمّ دفعهن وتهديدهن بالضرب، وهو ما وثّقته عدّة فيديوهات. وعندما تمّ مواجهة الأشخاص الذين قاموا بذلك، أنكروا ذلك أو دافعوا عن تصرّفهم، وتضامن معهم عدّة صحافيين\مصورين معتبرين ذلك “افتراءاً” عليهم. ممّا يعيد إنتاج التصرفات الأبوية اليومية التي تواجهها النساء، وكأن هؤلاء الرجال الصحافيين والمصورين غير مدركين لفكرة أنّهم يغطّون تحركاً نسوياً، وغير واعين لمعناه ولا للأفكار التي نحملها.
بناءاً على كل ما سبق، نحن نريد خلق مساحاتنا، وعلى من يريد أن ينضمّ إليها أن يحترمها وأن يمتثل لحاجات النساء* اللواتي ينتجنها بكل ديمقراطية. لذلك على من يريد أن ينضم إلى هذه المساحات، ألّا يضع نفسه متكلّماً باسم النساء* وألّا يعتبر نفسه قائداً لهن ولا أن يحتلّ مساحاتهن أو يحاول إسكاتهن وتهديدهنّ.
لذا، نؤكّد، في هذه الوقفة، وفي أيّ تحرّك نسوي قادم، أنّ للنساء* المشاركات كلّ الحق بالتصدّي لأي رجل دين أو ممثّل سلطة يرفض أن يغادر حين نعبّر عن رفضنا له، ولهنّ كل الحق بعدم الترحيب بأي صحافي يستخدم العنف اللفظي أو الجسدي مع واحدة منهنّ. وإنّنا لن نعتذر عن مواقفنا ولا عن دفاعنا عن مساحاتنا ومبادئنا وأماننا.
ومن هنا، نعيد تضامننا مع النساء الايرانيات، فخروجهن إلى الشوارع ما هو الا تعبير عن رفض المنظومة الأبوية التي تتحكم في حياتنا وتستعمل أجسادنا لفرض هيمنتها وسلطتها. انّ سعيهن للعدالة والحرية لا ينفصل عن نضالاتنا كنساء ضد أوجه القمع المختلفة في بلداننا.
القوة للنساء الإيرانيات والشعب الإيراني، والعدالة لكلّ من سقطت على يد النّظام.